التكامل الأكاديمي في مسارات التميز: الإجازة والماستر وفق الإصلاح الجامعي الجديد




يشكل مسار التميز في التعليم الجامعي المغربي خطوة استراتيجية ضمن مشروع PACTE ESRI 2030، الذي يهدف إلى تعزيز جودة التعليم العالي وربط التكوين الأكاديمي باحتياجات السوق والمجتمع. ومن أبرز سمات هذا المسار هو التكامل بين الإجازة والماستر في نفس التخصص، ما يتيح للطلبة الانتقال المباشر من الإجازة إلى الماستر دون المرور بمباريات أو عمليات انتقاء إضافية. ومع ذلك، يطرح هذا النظام الجديد تساؤلات حول كيفية إعداد الملفات وإحالتها للوزارة وضمان الاستمرارية الأكاديمية للطلبة، خصوصا في التخصصات الدقيقة مثل علم النفس الإكلينيكي والمرضي.



1. فلسفة المسارات المهيكلة


تقوم فلسفة المسارات المهيكلة على مبدأ الاستمرارية الأكاديمية، بحيث يتمكن الطالب من متابعة مساره العلمي بشكل سلس.


يتم إعداد ملف واحد متكامل من طرف مركز التميز يشمل الإجازة والماستر في نفس التخصص.


الهدف هو ضمان الانتقال المباشر من الإجازة إلى الماستر، دون الحاجة لإعداد ملف جديد للماستر أو المرور بمباريات إضافية، وفق ما نصت عليه مذكرات وزارة التعليم العالي.


هذا النظام يعكس رؤية PACTE ESRI 2030 في تسهيل المسارات الأكاديمية، وتعزيز جودة التعليم وربط المسارات بالمتطلبات العملية والمهنية.



2. إعداد الملف وإحالته للوزارة


تبدأ العملية على مستوى الكلية، حيث يقوم الفريق الأكاديمي بإعداد ملف شامل يتضمن:


برامج الإجازة التفصيلية.

برامج الماستر التفصيلية.

الموارد البشرية اللازمة لتأطير الطلبة.

البنية التحتية، المختبرات، والتجهيزات اللازمة.


بعد إعداد الملف، يحال مرة واحدة فقط للوزارة للمصادقة، وهو ما يضمن أن كلا المسلكين معتمد رسميا قبل فتح التسجيل للطلبة.


المصادقة الرسمية تعطي الحق للكلية في فتح الإجازة فورا، بينما قد يتم فتح الماستر لاحقا حسب توفر الموارد، لكن الحق الأكاديمي للطلبة في الانتقال إليه مضمون.


3. أهمية الملف الموحد


استمرارية أكاديمية: يضمن للطلبة الانتقال من الإجازة إلى الماستر دون انقطاع أو تأخير غير مبرر.


اعتماد وزاري شامل: الملف الموحد يقلل من التعقيدات الإدارية ويضمن الالتزام بالمعايير الوطنية.


تخطيط أفضل للموارد: يسمح للكلية بتحديد الاحتياجات البشرية والمادية لكل مسار قبل فتحه.


تيسير تطبيق فلسفة التميز: وفق PACTE ESRI 2030، كل طالب ناجح في إجازة التميز له الحق في متابعة مساره في ماستر التميز في نفس التخصص بالمركز نفسه.


في الختام، يتضح أن مسار التميز في التعليم الجامعي المغربي، وخاصة في تخصصات دقيقة مثل علم النفس الإكلينيكي والمرضي، يقوم على ملف واحد متكامل يشمل الإجازة والماستر. هذا النظام يعكس رؤية PACTE ESRI 2030 التي تهدف إلى تحقيق استمرارية أكاديمية عالية الجودة وربط التكوين العلمي بالممارسة العملية ومتطلبات التنمية الوطنية.


إن اعتماد ملف موحد لا يسهم فقط في ضمان الانتقال المباشر للطلبة، بل يعزز أيضا الكفاءة الإدارية للكلية والالتزام بالمعايير الأكاديمية الوطنية، مؤكدا أن التميز الأكاديمي ليس مجرد شعار، بل مسار متكامل يبنى على تخطيط علمي وإجراءات رسمية دقيقة.